قافية الراء
جنان الخلــد
يمسي ويصبح في دنياه سفـارا
يا من يعـانق دنيـا لا بقاء لهــا
حتى تعانق في الفردوس أبكارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقـــة
فينبغي لك ألا تأمن النـــارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنهـا
الوحدة خير من جليس السوء
ألذ واشهى من غوى أعاشره
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي
أقر لعيني من جـليس أحاذره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـا
إحسان الظن بالأيام
فقيل له خير ما استعملته الحذر
تاه الأعيرج واستعلى به البطر
ولم تخف سوء ما تأتي به القدر
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
قبول العذر
إن يرَّ عندك فيما قال أو فجرا
اقبل معـاذير من يأتيك معتذرا
وقد أجلَّك من يعصيك مستترا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره
أدب المناظرة
بما اختلف الأوائل والأواخر
إذا ما كنت ذا فـضل وعلم
حليمـا لا تـلح ولا تكابـر
فناظر من تناظر في سكون
من النكـت اللطيفة والنوادر
يفيدك ما استفادا بلا امتنان
بأني قد غلبت ومن يفـاخـر
وإياك اللجوج ومن يرائي
يمني بالتقـاطـع والـتدابـر
فإن الشر في جنبات هـذا
الدهر يومــان
والعيش عيشان: ذا صفو وذا كدر
الدهر يومان : ذا أمن وذا خطر
وتستقر بأقصى قاعـه الــدرر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقمـر
وفي السماء نجوم لا عداد لهـا
فضل السكوت
إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وجدت سـكوتي متجرا فلزمتــه
وتاجره يعلو على كل تاجــر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر
الرضا بالقدر
ولكنني راض بما حكم الدهـر
وما أنا راض من زماني بما ترى
فإني بها راض زلكنها قهــر
فإن كانت الأيـام خانت عهودنـا
ديـة الـذنـب
ومقام الفتى على الذل عار
قيل لي: قد اسى إلـيك فـلان
دية الذنب عندنا الاعتـذار
قلت: قد جاءني وأحدث عذرا
الشوق إلى مصر
ومن دونها قطع المهامه والقفر
لقد أصبحت نفسي تتوق إلى مصر
أســاق إليها أم إلى القبــر
فـوالله مـا أدري أللفـوز والغنى
العبرة باللابس لا بالملابس
بفلس لكان الفلس منهن أكثـرا
عليّ ثيـاب لـو تبـاع جمـيعـها
نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
وفيهن نفـس لـو تقاس ببعضهـا
إذا كان عضبا حيث وجهته فرى
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده
فكم من حسام في غلاف تكسرا
فإن تكـن الأيـام أزرت بـبـزتي
احذر مودة الناس
وعن الورى كن راهبا في ديره
كن ساكنا في ذا الزمان بِسَيئرِهِ
واحذر مودتهـم تنل من خيـره
واغسل يديك من الزمان وأهله
أصحبه في الدهر ولا في غيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا
وتركت أعلاهم لـقلة خيــره
فتركت أسفلهـم لكثرة شـره
المرء بأصغريه قلبه ولسانه
كشفت حقائقهـا بالنظر
إذا المشكلات تصدين لي
وكالحسام اليماني الذكر
لسـان كشقشقة الأرحبي
أسائل هذا وذا ما الخبر
ولست بإمعة في الرجال
جلاّب خير وفراج شر
ولكنن مدره الأصغـرين
كثرة الأخلاء وقلة الأعداء
وإن عدوا واحدا لكثير
وليس كثيرا ألف حلِّ لواحد
أمر فوق أمري
وأحمد همتي وأذم دهـري
أفكر ف نوى إلفي وصبري
لرب الناس أمر فوق أمري
وما قصرت في طلب ولكن
من نكد الدنيا على الإنسان
ومن تُحِب يحب غيرك
ومن الشـقـاوة أن تحب
وهو يريــد غيــرك
أو أن تريد الخير للإنسان
***
قافية السين
البحث عن صديق
قريب من عدو في القياس
صديق ليس ينفع يوم بؤس
ولا الإخوان إلا للتــآسي
وما يبقى الصديق بكل عصر
أخا ثـقة فألهاني التماسي
عبرت الدهر ملتمسا بجهدي
كأن أناسها ليـسوا بناسي
تنكرت البلاد ومن عليهــا
منــاجــاة
في السر والجهر والإصباح والغلس
قلبي بـرحمتـك اللهـم ذو أنس
إلا وذكـرك بين النفْس والنفَــس
وما تقلـبت من نومي وفي سِنتي
بأنـك الله ذو الآلاء والـقـــدس
لقد مـننت عـلى قلبي بمعـرفة
ولم تكـن فاضحي فيهـا بفعل مُسي
وقد لأتيت ذنوبا أنت تعلمهــا
تجعل عليّ إذا في الديـن مـن لبس
فامنن علـيّ بذكر الصالحين ولا
ويوم حـشري بـما أنزلت في عبس
وكن معي طول دنيـاي وآخرتي
وقفة الحر بباب نحس
ونزع نفـس، ورد أمـس
لقلع ضرس، وضرب حبس
ودبغ جـلـد بغيـر شمس
وقـر بـرد، وقـود فـرد
وصرف حب بأرض خرس
وأكل ضـب ، وصيـد دب
وبيـع دار بـربع فلـس
ونفـخ نار، وحمـل عـار
وضـرب ألف بحبل قلـس
وبـيع خف ، وعـدم ألف
يرجو نـوالا بباب نحـس
أهون مـن وقفـة الحــر
العلم مغرس كل فخر
واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر
من هـمـه في مطعــم أو ملبـس
واعلم بأن العـلم ليس ينالـه
في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي
إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه
واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ
فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا
كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
فلعل يوما إن حضرت بمجلس
***