قافية الميم
فضل العلم
ولو ولدته آبــاء لئــام
رأيت العلـم صاحبه كريــم
يُعَظِّمَ أمره القوم الكــرام
وليس يــزال يرفعه إلى أن
كراعي الضأن تتبعه السوام
ويتبعـونـه في كل حــال
ولا عرف الحلال ولا الحرام
فلولا العلم ما سعدت رجـال
المهلكات الثلاث
وداعية الصحيح إلى السقام
ثلاث هن مهلكة الأنـام
وإدخال الطعام على الطعـام
دوام مُدامة ودوام وطء
العلم بين المنح والمنع
وأنظم منثورا لراعية الغنـم
أأنثر درا بين سارحة البهــم
فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم
لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة
وصادفت أهلا للعلوم والحكـم
لئن سهل الله العزيز بلطفــه
وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم
ومن منع المستوجبين فقد ظلم
ومن منح الجهال علما أضاعـه
عفُّوا تعفّ نساؤكم
وتجنبوا ما لا يليق بمسلـم
عفوا تعف نساؤكم في المحرم
كان الزنا من أهل بيتك فاعلم
إن الزنا دين فإن أقرضتــه
الجود بالموجود
على الجوع كشحا والحشا يتألم
أجود بموجود ولو بت طاويــا
ليخفاهم حـالي وإني لمعــدم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي
حقيقا فإن الله بالحال أعـلــم
وبيني وبين الله أشكـو فـاقتي
كما تدين تدان
سبل المودة عشت غير مكرم
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا
ما كنت هتاكا لحرمة مسلـم
لو كنت حرا من سلالة ماجد
إن كنت يا هذا لبيبـا فافهـم
من يَزْنِ يُزْنَ به ولو بجداره
أنا عند رأيي
ولقد كفاك معلمي تعليمي
ولقد بلوتك وابتليت خليقتي
مناجــاة
بمخفي سر لا أحيط به علمــا
بموقف ذلي دون عـزتك العظمـى
بمد يدي استمطر الجود والرحمى
بـإطراق رأسي باعـترافي بذلتـي
لعزتها يستغرق النثر والنظمــا
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها
بمن كان مكنونا فعُرف بالأسمـا
بعهد قديـم من ألسـت بـربكــم؟
محبا شرابا لا يضام ولا يظمــا
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقـى
الرغبة في عفو الله
وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
إليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتي
جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــا
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي
بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه
تـجـود وتعـفو منة وتكرمـــا
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل
فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــا
فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابد
أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمــا
فياليت شعــري هل أصير لجنة
تفيض لفرط الوجد أجفانه دمـــا
فلله در العـــارف الـنـدب إنه
على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامــه
وفيما سواه في الورى كان أعجمـا
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربه
وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
ويذكر أيامـا مضـت من شبابـه
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا
فصار قرين الهم طول نهـــاره
كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي
ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمــا
ألـست الذي غذيتني وهــديتني
ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمــا
عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي
ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــا
ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمـا
فإن تعف عني تعف عـن متمرد
ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـا
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـس
وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــا
فجرمي عظيم من قديم وحــادث
ونور من الرحمن يفترش السمــا
حوالي َّ فضل الله من كل جانـب
إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
وفي القلب إشراق المحب بوصله
يطالعني في ظلـمـة القبر أنجمــا
حوالي إينــاس من الله وحـده
وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــا
أصون ودادي أن يدنسـه الهوى
تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمـا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى
ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــا
ومن يعتصم بالله يسلم من الورى
من فضل العلم
أن يجعل الناس كلهم خدمــه
العلم من فضله لمن خدمه
يصون في الناس عرضه ودمه
فواجب صونه عليه كمـا
بجهله غـير أهـلـه ظلمــه
فمن حوى العلم ثم أودعه
استعارة الكتب
قل للذي لم تر عينا من رآه مثله
ومن كان من رآه قد رأى من قبله
لأن ما يجنـه فاق الكـمال كلـه
العلم ينهى أهله أن يمنعوه أهلـه
لعله يبـذله لأهـلـه لعـلــه
***