قافية الفـاء
مدَّعي الصداقة
فـدعه ولا تـكثر عليه التأسفــا
إذا المرء لم يرعـاك إلا تكلفــا
وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة
ولا كل من صافـيته لك قد صفـا
فما كل من تهواه يهــواك قلبـه
فلا خـير في ود يجيء تكلـفــا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــة
ويلقاه من بعد الـمـودة بالجفــا
ولا خـير في خـل يخـون خليله
ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــا
وينكر عيشا قد تقـادم عهــده
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا
كيف الوصول؟
قلل الجبـال ودونهن حتـوف
كيف الوصول إلى سعاد ودونها
والكف صفر والطريق مخوف
والرجل حافيـة ولا لي مركب
وسعاد هي رمز للمحبوب.. والحب الأكبر هو حب الله.. ويا شقاء من لم ينل رضا ر به عز وجل
الذباب والعقاب
وجنى الذباب الشهد وهو ضعيف
أكل العقاب بقوة جيف الفلا
ذئاب في ثياب متنسكين
وإذا خلو فهم ذئاب خراف
ودع الذين إذا أتوك تنسكوا
***
قافية القاف
فضل التغرب
ولا تكن من فراق الأهل في حرق
ارحل بنفسك من أرض تضام بها
وفي التغرب محمول على العنـق
فالعنبر الخام روث في موطنــه
في أرضه وهو مرمى على الطرق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره
فصار يحمل بين الجفن والحـدق
لما تغرب حاز الفضل أجمعــه
أيهما ألذ؟
من وصل غانية وطيب عنــاق
سهـري لتنقيـح العلوم الذ لي
أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق
وصرير أقلامي على صفحاتها
نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي
وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا
في الدرس أشهى من مدامة ساق
وتمايلي طربـا لحل عويصـة
نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي
وأبيت سهـران الدجى وتبيته
دليل على القضاء وحكمه
عودا فأثـمر في يديه فصــدق
فإذا سمعت بأن مجدودا حــوى
ماء ليشـربه فغـاض فحـقـق
وإذا سمعت بأن محـرومـا أتى
بنجوم أقطــار السـمـاء تَعلُّقي
لو كان بالحـيل الـغنى لوجدتني
ضدان مفترقــان أي تفــرق
لكن من رُزق الحجـا حُرم الغنى
ذو همة يُبلـى بـرزق ضيــق
وأحق خلـق الله بِالْهمِّ امــرؤ
بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
ومن الدليل على القضاء وحكمه
أجرا ولا حمــدا لغير موفــق
إن الـذي رزق الـيسار فلم ينل
والجــد يفـتح كل باب مغلـق
والجد يدني كل أمر شــاسـع
حفظ الأسرار
ولا عليه غـيـره فهو أحمــق
إذا المرء أفشى سره بلسانـه
فصدْرُ الذي يستودع السر أضيق
إذا ضاق المرء عن سر نفسه
ماذا بقي من أخلاق الناس؟
شوك إذا لمسوا، زهر إذا رمقوا
لم يبق في الناس إلا المكر والملق
فكن جحيما لعل الشوك يحتـرق
فإن دعتك ضرورات لعشرتهــم
مشاعر الغريب
وخضوع مديون وذلة موثق
إن الغريب له مخافة سارق
ففؤاده كجنــاح طير خافق
فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده
التوكل على الله
وأيقنـت أن الله لا شك رازقي
توكلت في رزقي على الله خـالقي
ولو كان في قاع البحار العوامق
وما يك من رزقي فليـس يفوتني
ولو لم يكن مني اللسـان بناطق
سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه
وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق
ففي أي شيء تذهب النفس حسرة
هل يرتبط الرزق بالعقل
لما ظفرت من الدنيا بمرزوق
لو كنت بالعقل تعطى ما تريد إذن
فلست أول مجنـون ومرزوق
رزقت مالا على جهل فعشت بـه
العلم رفيق نافع
قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني
أو كنت في السوق كان العلم في السوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
الصديق الجاهل
ومن البر ما يكون عقوقا
رام نفعا فضر من غير قصد
***