بسم الله الرحمن الرحيم : فصل فى مرض القلب : مرض القلب: هو نوع فساد يحصل له .يفسد به تصوره وارادته. فتصورة بالشبهات التى تعرض له حتى لا يرى الحق.او يراه على خلاف ما هو عليه. وارادته بحيث يبغض الحق النافع. ويحب الباطل الضار. فلهذا يفسر المرض تارة بالشك والريب. كما فسر مجاهد. وقتادة. قوله تعالى
فى قلوبهم مرض) البقرة:اى: شك. وتاره يفسر بشهوة الزنا. كما فسر به قولة تعالى( فيطمع الذى فى قلبه مرض )الاحزاب. ولهذا صنف الخرائطى كتاب( اعتلال القلوب) اى: مرضها. واراد به مرضها بالشهوة. والمريض: يوزيه ما لا يوذى الصحيح. فيضره يسير الحر والبرد والعمل ونحو ذالك من الامور التى لا يقوى عليها لضعفه بالمرض. والمرض- فى الجملة- : يضعف المريض بجعل قوته ضعيفة لا تطيق ما يطيقه القوى. والصحة تحفظ بالمثل. وتزال بالضدد. والمرض يقوى بمثل سببه . ويزول بضدده. فاذا حصل للمريض مثل سبب مرضه زاد مرضه. وزاد ضعف قوته. حتى ربما يهلك. وان حصل له ما يقوى القوة ويزيل المرض كان بالعكس. ومرض القلب: ألم يحصل فى القلب. كالغيظ من عدو استولى عليك. فان ذلك يؤلم القلب . قال الله تعالى0 ويشف صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم) التوبة . فشفاؤهم بزوال ما حصل فى قلوبهم من الالم. ويقال: فلان شفى غيظه. وفى القود: بمعنى القصاص. استشفاء اولياء المقتول . ونحو ذلك .فبهذا شفاء من الغم والغيظ والحزن. وكل هذه الام تحصل فى النفس. وكذلك الشك والجهل يؤلم القلب. قال النبى صلى الله عليه وسلم (هلا سألوا اذا لم يعلموا؟ فان شفاء العى السؤال) . والشاك فى الشىء المرتلب فيه يتألم قلبه. حتى يحصل له العلم واليقين. ويقال للعالم الذى اجاب بما يبين الحق: قد شفانى بالجواب.