شبكــة سبهــا المنوعــــة
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلي أسرة الشبكـــة
سنتشرف بتسجيلك
شكراً النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 829894
إدارة الشبكـــة النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 103798
شبكــة سبهــا المنوعــــة
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول إذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلي أسرة الشبكـــة
سنتشرف بتسجيلك
شكراً النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 829894
إدارة الشبكـــة النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 103798
شبكــة سبهــا المنوعــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكــة سبهــا المنوعــــة

ஓღஓ شبكــة سبهــا المنوعــــة ஓღஓ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» سبها وفيروس كورونا
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالخميس 28 مايو - 14:40 من طرف سيف الإسلام

» المكتبة الشاملة
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالأربعاء 27 مايو - 11:56 من طرف إبراهيم البغدادي

» معنى الفقه لغة واصطلاحا
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالإثنين 25 مايو - 7:47 من طرف إبراهيم البغدادي

» شرح حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالإثنين 25 مايو - 7:42 من طرف إبراهيم البغدادي

» الآن متشابهات القرآن في جدول
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالإثنين 25 مايو - 7:22 من طرف إبراهيم البغدادي

» حكم صيام الست من شوال قبل القضاء
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالإثنين 25 مايو - 7:11 من طرف إبراهيم البغدادي

»  question for everybod
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالسبت 28 سبتمبر - 21:38 من طرف سيف الإسلام

» استبدل برنامج الشيرت ببرنامج ميدروب
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالسبت 28 سبتمبر - 21:28 من طرف سامي

» وادي عتبة بلادي
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالسبت 28 سبتمبر - 21:20 من طرف ضرغام

» من أقوال العلماء
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالسبت 28 سبتمبر - 21:15 من طرف منير

» لماذا عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالسبت 28 سبتمبر - 21:12 من طرف منير

» تعظيم حق الجار
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالجمعة 27 سبتمبر - 20:16 من طرف إبراهيم البغدادي

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

.: عدد زوار الشبكة :.


 

 النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إبراهيم البغدادي
المدير العــام
المدير العــام
إبراهيم البغدادي


عدد الرسائل : 1850
العمر : 39
إحترام المنتدى : النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء 111010
كيــف تعـــرفت إلينــا : غير ذلك
تاريخ التسجيل : 08/02/2009

النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Empty
مُساهمةموضوع: النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء   النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء Emptyالخميس 5 سبتمبر - 22:03

الخطبـــــــــــــــــــــة الأولـــــــــــــــــى
إنَّ الْحَمْدَ لله، نَحْمَدُهُ ونستعينُه ونستغفِرُهُ، ونعُوذُ بالله من شُرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، منْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضْلِل فَلَا هَادِيَ لَه، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إلَه إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسُولُه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِه، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثيرًا.
أمَّا بَعْد: فَاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، فتقواهُ مَجْمَعُ الخيرات، وسببُ نيلِ البركات، ووسيلةٌ لتفريجِ الهُمُومِ والكُرُبات.
أيها المسلمون: إنَّ الأصولَ التَّشريعية، والقواعدَ القرآنية، والمبادئَ النبوية، أَصْلُ التَّوسُّطِ والاِعتدالِ فِي جمِيعِ الأمورِ، وفِي كُلِّ الأَحْوال. يقولُ اللهُ : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً. وَمِنْ أُصُولِ الشَّريعةِ أيضًا: حِفظَ الأُمُورِ الضَّرُورِيَّةِ لِلنَّاس، وَهْيَ: الدِّين، والنَّفس، والمال، والعِرْض، والعقل، وَمِنْ هَذَا المُنْطلق؛ جَاءتِ النُّصوصُ الشَّرعيةُ تُحَذِّرُ مِنَ الإسرافِ والتَّبذير، وتنْهى عَنِ الْبُخْلِ وَالتَّقتير. فنِعَمُ الله علينا عظيمةٌ وكثيرة، لَا تُعَدُّ ولا تُحْصَى، كما قال الله تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ، وفي الآيةِ الأخرى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ. لَوْ تَدَبَّرْنَا هَاتَيْنِ الآيتين، وقدْ جَاءَتَا بَعْدَ بَيَانِ تَسْخِيرِ اللهِ  لنا الأشياءَ في هذا الكون، ولو تذكرْنَا غَفْلَتَنَا عَنْ مُعظمِ ما فيه، وَعَمَّا فِي أَنْفُسِنَا، وَعَنْ مدى تقصِيرِنَا فِي هذا وفي غيرهِ مِنْ أُمُورِ عِبَادَاتِنَا، لَوْ فَعَلْنَا ذَلِكَ لَسَجَدْنا لله شُكرًا، وذَلَّتْ رِقابُنا لعظمتِهِ سبحانه، وَعَرَفَ كُلٌّ مِنَّا قَدْرَ نفسِه، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ رَبِّه، وانْتَهَى عَنِ الْمَعَاصِي وَالْآثام، وَعَمِلَ بِسُنَّة خَيرِ الأنام، عِنْدَهَا تَتَغَيَّرُ الْأَحْوَالُ إِلَى الأفضل، بإذن الله ، وعندما يكونُ العكسُ، حيثُ الغفلةُ والإعراضُ، وانتهاكُ الحُرُمَات، وقلةُ الطَّاعات؛ فإنَّ التَّغييرَ إِلَى الْأَسْوأ، سوف يكونُ بِقُدرة اللهِ ومشيئته، وحسبِ سُنَنِهِ الكونيةِ الَّتي وردتْ في القرآن الكريم، حيثُ قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ.
أيها المسلمون: إنَّ الإسرافَ فِعْلٌ يُبْغِضُهُ الرَّبُّ جلَّ وعلا، وتصرُّفٌ يذمُّه الْمولى العظيم، قال الله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ، ويقولُ تعالى: وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً، ورسولنُا  يقول: "كُلوا واشربوا وتصدَّقوا، مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ" رواه أحمدُ والنَّسائيُّ وابن ماجه. ويقول  في الحديث المتَّفق عليه: "إنَّ الله حرَّم عليكم عُقوقَ الأُمَّهات، وَمْنعًا وهات، ووأدِ البنات، وكَرِهَ لكمْ قِيلَ وقالَ، وكَثْرةَ السُّؤال، وإضاعةَ المال"؛ يقُولُ النَّوويُّ رحمه الله: ومعنى قولُه: "إضاعةَ المال"؛ أيْ: تبديدُهُ وصرفُهُ في غَيْرِ الوُجُوهِ المأذُونِ فِيهَا مِنْ مقاصِدِ الدُّنيا والآخرة.
إنَّ مظاهرَ الإِسرافِ والتَّبْذِيرِ والتَّرَفِ مَعَ عدمِ الشُّكر، وكُفْرَانِ النِّعْمَةِ؛ مُنْذِرَةٌ بالخطر، لَيْسَ على الواقعينَ فِيهَا فَقَطْ، بَلِ العِقَابُ يَنزِلُ على الجميع، ولو تأمَّلْنا هذه الآيات لَوَجَدْنَاهَا كَأَنَّمَا أُنْزِلَتِ الآن، وَهْيَ تُصَوِّرُ واقِعَنَا الحالي، وَتُنْذِرُ عَاقِبَةَ أَمْرِنَا، وَتُذَكِّرُنَا بِمَا جَنَيْنَا، وَمَا كُنَّا عَلَيْه، والإسراف؛ هُوَ مُجَاوزةُ الْحَدِّ أيًّا كان، وَهْوَ يَشْمَلُ أُمورًا عِدَّةً فِي حياةِ الْبَشَر؛ مِنْ مأكلٍ ومشربٍ، ونومٍ ويقظةٍ، ومحبةٍ وكراهيةٍ وغيرِ ذلك، وكذلكَ العبادات؛ مِنْ وُضُوءٍ وطهارةٍ وصلاةٍ وصدقةٍ وصيامٍ وغيرِها.
فالإسْرَافُ فِي الأموالِ، وسُوءُ التَّصَرُّفِ فِيهَا، نوعان: الأول: إِسرافٌ فِي النَّفَقَة والإِنْفَاق، وهْو التَّبْذيرُ الْمَنْهيُّ عَنْه، ومُجاوزةُ الحَدِّ، حَتَّى فِي الصَّدَقَة، قَالَ تعالى: وَءاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَٱلْمِسْكِينَ وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ وَلاَ تُبَذّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوٰنَ ٱلشَّيَـٰطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لِرَبّهِ كَفُوراً، وقال : وَءاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ.
والنوع الثاني: الإسرافُ في الاِسْتِهْلَاكِ فِي الأكلِ والشُّرْبِ وضرورياتِ الحياةِ، مَعَ أَنَّ اللهَ أَبَاحَ لِعِبَادِهِ الطَّيِّبَات؛ مِنَ الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَب، وَلَكِنَّهُ نَهَاهُمْ عَنِ الإِسْرَاف، وتجاوُزِ الحد؛ لِمَا فِي ذَلِك مِنَ الضَّرَرِ عليهمْ فِي أبدانِهِمْ ودِينِهِمْ ودُنْيَاهُمْ. قال الله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ، ويقول سبحانه وتعالى في وَصْفِ عِبَادِهِ الأَتْقِيَاء: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يُقْتِرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً، ويقول النبيُّ : "مَا مَلأَ آدَمِىٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ، أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ" رواه التِّرمذيُّ.
أيها الناس: إِنَّ الْمُسْلِمَ الْحَق؛ مُعتدِلٌ مُتَوَسِّط، مُقْتَصِدٌ فِي أُمُورِهِ كُلِّهَا، لَا إِفْرَاطَ ولا تَفْرِيطَ، لا غُلُوَّ ولا مُجَافَاةَ، لا إسرافَ ولا تَقْتِيرَ؛ لأنهُ ينطلقُ فَي ذَلِكَ مِنْ تَعَالِيمِ الإسلام، الَّتِي تَأْمُرُهُ بِالاِعْتِدَالِ والتَّوازُنِ، والاِقتصادِ فِي جَمِيعِ الأُمُور، وَتَنْهَاهُ عَنِ الإِسْرافِ والتبذير، ومُجَاوزةِ الْحدِّ حَتَّى وَلَوْ كانَ فِي الاِقتصادِ الذِي يصِلُ إِلَى حَدِّ التَّقْتِير، وَلَا يَنْتَظِرُ توجيهاتِ البشر؛ لأنهُ يفعلُ هذه الأمورِ طَاعَةً لله ، وقُرْبَةً إليهِ رجاءَ الثَّوَاب مِنْ عِنْدِه سُبْحَانَهُ؛ وَخَوْفًا مِنْ عِقَابِهِ، وَمَحَبَّةً لَهُ .
والإسرافُ يُخْشَى على الجميعِ مِنْه؛ لِأَنَّ فِتْنَتَهُ وَضَرَرَهُ يَصِلُ الْجَمِيع، كما قال تعالى: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً، وَكَمَا حَذَّرَ سُبْحَانَهُ مِنْ أَنَّ تَرْك أَمْرَ الخَاصَّةِ الظَّاهِر، وَعَدَمَ النَّهْيِ عَنْهُ؛ سَوْفَ يُصيبُ العَامَّة، كَمَا في قوله تعالى: وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً؛ أي: أنَّهَا سَوْفَ تُصِيبُ الْعامَّة، وَلَا تَقْتصِرْ عَلَى أَصْحَابِ المعاصِي والمُنْكَرَاتِ والآثَام، ولْنَأْخُذْ بَعْضَ الأمْثِلة، الَّتِي تَتَرَدَّدُ الدَّعْوَةُ حَوْلَهَا لِتَرْشِيدِ الاِسْتِهْلَاكِ فِيهَا، وَمِنْهَا: الْمَاء، فَالْمُسْلِمُ مَأْمُورٌ بِالاِقتصادِ فِيهِ، حتى فِي أمرِ الطَّهارةِ الَّتِي مِنْهَا الوُضُوءُ والاِغتسال، وَلَوْ كَانَ أَحَدُنَا عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ جَارٍ، فلقدْ كان نَبِيُّنَا يغتسلُ بِالصَّاعِ ويتوَضَّأُ بِالْمُدِّ، وَالصَّاعُ: أربعةُ أَمْدَاد، والْمُدُّ: مِلْءُ كَفَّيِ الإِنْسَانِ الْمُعْتَدِلِ، فهلْ يوجدُ أحدٌ يُطَبِّقُ هَذِهِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّة، أَوْ يَقْتَرِبُ مِنْهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ إِلَّا مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ . فقدْ مَرَّ رسولُ اللهِ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: "مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ". قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ، قَالَ: "نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ" رواه أحمد وابن ماجة. وَعِنْدَمَا نَرَى إِخْوَانَنَا الْمُسلمينَ فِي أَمَاكِنِ الوُضُوءِ فِي المَسَاجِدِ؛ نُشَاهِدُ العجبَ العُجاب، فِي إِهْدَارِ الْمَاءِ وَفَتْحِ الصَّنَابِيرِ حتَّى آخرِها، بل إنَّ الماءَ ينزلُ كالشَّلَّال، وَلَوْ نَظَرْنَا إِلَى حَالِ هَؤُلَاءِ فِي الاِغتِسَال؛ لوجدْنا الإِسْرَافَ بِعَيْنِه، وَنَسَوْا مِقْدَارَ النِّعْمَةِ التي يَنْعَمُونَ بِهَا، مِنْ مِيَاهٍ حُلْوَةٍ صَالِحَةٍ لِلشُّرْب، فِي حِينِ أَنَّ الْبَعْضَ يُعَانِي مِنْ عَدَمِ وُصُولِ هَذَا الْمَاءُ لِبَيْتِه، ونراهُمْ يَرْكُضُونَ صَبَاحَ مَسَاء، وَرَاءَ اسْتِجلابِ هذهِ المياهُ لبيوتِهِمْ، ويتجولون من حيٍّ إلى حي؛ فقدْ لا يجدونَ الماءَ في هذا الحي، وبالتالي سيضطرون للذهاب إلى حيٍّ آخر، ينقضي نهارُهُمْ في البحثِ عَنِ الْمياهِ الصالحة للشرب.
وأنْتَ أَيُّهَا الْمُسْرِف؛ لَا تُقَدِّرْ قِيمَةَ الْمَاء، الَّتِي تَصِلُكَ إِلَى بَيْتِكَ دُونَ عَنَاء، وَكَمَا هُوَ الحالُ فِي الْكَهْرَبَاء، فإنَّ الإسرافَ فيهِ بَاتَ أَمْرًا طَبِيعِيًّا، فالمصابيحُ في الشوارعِ وأمام المحلاتِ التجاريةِ مُضاءةٌ في وَضَحِ النهارِ، والتوصيلاتِ العشوائية في كل مكان، نَاهِيكُمْ عَنِ الْبِيُوت، الَّتِي لَا تَخْفَى عَلَيْكُمْ، فَالْكَثِيرُ مِنْهَا تَدْخُلُ ضِمْنَ نِطَاقِ الْإِسْرَاف، فَكُلُّ شَيْءٍ فِيهَا يَعْمَلُ، حَتَّى مِنْ دُونِ حَاجَة؛ لأنَّ فاتورةَ الكهرباءِ رخيصةٌ جدًّا، بلْ إِنَّهَا في الوقتِ الحالي تُعتبرُ مَجَّانِيَّة، صحيحٌ أَنَّهَا تنقطعْ، ولكنْ مَعَ الْحَالِ الذي يمرُّ به البلد؛ مِنْ حُرُوبٍ وقتالٍ، وسرقةٍ للمحطاتِ والأبراجِ والأسلاك، معَ كلِّ هذا فَهْيَ تُعْتَبرُ جيدة، وَالإِسرافُ في هذهِ الحالة، سيظلُّ مُستمرًّا، إنْ لمْ تُوضعْ آليةٌ جيدة، مِنِ اسْتِكْمَالِ بَعضِ المحطات القائمة، والتي شارفتْ عَلَى الاِنْتِهَاء، والعملُ على تَحْصِيلِ الرُّسُومِ مِنَ النَّاسِ؛ مُقَابِلَ استِفَادَتِهِمْ مِنْه، والَّتِي تُعْتَبَرُ مِنْ أَرْخَصِ دُوَلِ الْعَالَم، فَإِذَا لَمْ نبْدَأْ بأنْفُسِنَا فِي تَرْشِيدِ اسْتِهْلَاكِ الْكَهْرَبَاء، فإنَّها ستنقَطِعْ وَلَوْ تَمَّ تَرْكِيبُ أَلْفُ مَحَطَّة. يقولُ اللهُ تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُون، وَأَستَغْفرُ اللهَ لي وَلَكُم وَلسَائر المُسلمينَ مِنْ كُلِّ ذَنْب، فاستغفرُوه إنهُ هُو الغفُور الرَّحيم.

الخطبـــــــــــــــــــــة الثانيــــــــــــــة
الحمد لله على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانه.وَبَعْدُ فاتقوا اللهَ عبادَ الله.
أيها المؤمنون: إنَّ المَالَ العامَ؛ أَيْ مَالَ الدَّوْلَة، أَمَانَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَّة، واجبٌ الحفاظُ عليه، فرضٌ على كل مؤمن ٍصِيَانَتَهُ وَعدَمَ التَّعَدِّي عليه؛ لأنهُ مالٌ للمسلمينَ جميعًا، وإنَّ عَلَى كُلِّ جِهةٍ تولَّتْ مَسؤوليةً مَا؛ أَنْ تَحْفَظَ أَمْوَالَ هَذِهِ الجهة، وَأَلَّا تَنْدِبَهَا إِلَّا فِي مصارِفِهَا المشروعةِ شَرْعًا، من غيرِ إِسْراف، وَإنَّ مِنَ الذَّنبِ الْعَظِيم وَالإثمِ المُبين؛ أَنْ يُوَلِّيَكَ اللهُ أَيُّها المسلم، أَمَانَةَ المَسْؤُولِيَّةِ فِي المالِ العام، ثُمَّ تَصْرِفَهُ فِي غَيْرِ نَفْعٍ هامٍّ للبلادِ والعِباد؛ فَرَسُولُنَا  يقول: "إِنَّ رجالاً يتخوَّضُون في مالِ اللهِ بِغيرِ حَقٍّ؛ فَلَهُمُ النَّارُ يومَ القيامة" رواه البخاري.
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ يَا مَنْ تولَّيْتَ لِلْمُسْلِمِينَ مَنْصِبًا وَظِيفِيًّا، أَنْ تَزِلَّ بِكَ الْقَدَم، وَيَضِلَّ بِكَ الصِّرَاط؛ فَتُهْمِلَ فِي وَاجِبِك، أَوْ أَنْ تَحِيدَ بِمسؤوليَّاتك؛ فَتَقَعَ فِي الإِسْرَافِ وَالمُبَالَغَةِ فِي الإِنفاقِ عَلَى الْمَشاريعِ العَامَّةِ بِأموالٍ مُبَالَغٍ فيها، وَأَسْعَارٍ وهميةٍ زَائِدَةٍ عَن مَثِيلَاتِها، كما يحدُثُ عندنا، وفي الدُّولِ الغارقةِ في الفساد، والمُتصدِّرة في قائمةِ الفساد. فاللهُ لا يحبُّ الفساد، ولا يُصلحُ عملَ المفسدين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُر عبادَك المُوَحِّدين، واجعلْ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين. اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكان. رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اءَلاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sabha.alafdal.net
 
النهي عن الإسراف في المال والماء والكهرباء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شاركونا : الإسراف في الفطور
» خطبة عن النهي عن الشرك والتمائم وغيرها
» [b]قصة المال الضائع [/b]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكــة سبهــا المنوعــــة :: المنتديات الإسلامية :: قسم الخطب المنبرية-
انتقل الى: