سب الدين

سب الدين

إن من أخلاق المسلمين الكلام الطيب الكلام الحسن الكلام النافع الذي يحقق الخير ويهدف للخير فلسان المسلم مهذبٌ لا يتفوه إلا بكلام طيب ينفع ويفيد قال الله تعالى آمره عباده المؤمنين بذلك:-{وقولوا للناس حسناً} وقال أيضاً:-{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام:-{ليس المسلم بالسباب ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذي} رواه مسلم, أما غير المؤمنين فأخلاقهم السباب فيما بينهم والكلام القبيح فيما بينهم في الدنيا وهذا خلقهم يوم القيامة قال الله تعالى عنهم {ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض} فهذا يا إخوتي قول أهل النار بعضهم لبعض هذا السباب والشتم بينهم يوم القيامة المؤمنون بخلاف ذلك قال تعالي { ونزعنا مافي } عباد الله لقد أنتشرت في مجتمعنا المعاصر ظاهرة سيئة وعادة قبيحه تشمئز منه القلوب وتقشعر منها الأبدان إلا وهى مسبة الله تعالى ومسبة دين الله عز وجل أيها المسلمون إن سب الرب والدين من أمهات البلايا التى أطلت علينا وصارت في مجتمعنا إحدى المظاهر المعروفة المألوفة بين الناس ينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير ويتفنن السابون في إختراع ألوان من ذالك فتجد المرء منهم لأدنى شيئ مما يعكر عليه صفوة ويثير حفيظته ويهيج غضبه يتفوه بأنواع من السب القبيح الذي لا يرضاه الإنسان للبهائم فضلاً على أن يكون لرب الأرض والسموات الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً فأعظم السب وأشده خطراً وأعظمه جرماً مسبة رب العالمين تعالى وتقدس عما يقوله الكافرون علواً كبيراً فسب رب العالمين جريمة نكراء وذنبٌ عظيم لا يصدر من إنسانٍ في قلبه إيمان , فالمؤمن معظم لله محبٌ لله خائفٌ من الله راجٍ لله المؤمن يعلم أن الله هو الذي أوجده من العدم ورباه بالنعم وإنه ما من لحظةٍ من لحظات أنفاسه إلا ولله عليه نعمه قال تعالى:-{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
عباد الله إن الله سبحانه وتعالى قد نهى عباده المؤمنين عن سب الكافرين مع كفرهم وجزأتهم على الله عزوجل لسد باب مفسدة عظمى وهي تجرؤهم على سب الله عز وجل فقال سبحانه وتعالى:-{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم}, عباد الله إن مسبة الله عز وجل أصبحت اليوم في مجتمعنا شائعة ومألوفة بين الناس لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونسمعها من أحد السفهاء , هؤلاء السفهاء الذين يسبون دين الأمهات فيما بينهم وهو دينهم ودين آبائهم, أليست أمهاتكم على دين الإسلام؟ فلماذا تسبون هذا الدين أصبحنا اليوم في مجتمع الصغير فيه أول ما يتعلمه من أساليب وفنون السب أن يسب دينه الذي هو أفضل الأديان عند الله, دينه الذي قال الله تعالى فيه{ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} , فكيف يليق بك يا من ابتليت بهذه العادة القبيحة أن يسب خير الأديان عند الله ألم تشكر الله تعالى أن جعلك من أتباع هذا الدين ومن أهل هذا الدين الذي لا يقبل الله تعالى ديناً سواه يوم القيامة فبدل أن تشكر الله تعالى على هذه النعمة تقوم بسب دينه , فيا من ابتليت بهذا الذنب العظيم ألم تسأل نفسك ما هو الفرق بينك وبين هؤلاء الكفرة قاتلهم الله الذين سخروا واستهزؤوا بنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, الفرق بينك وبينهم أنت قمت بسب دين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وهم استهزؤوا بنبينا الكريم , ونبين لهم خطورة هذا السب.
أيها المسلمون علينا بواجب النصيحة لأبنائنا وإخواننا وجيراننا وغيرهم في هذا المجتمع ممن جرت هذه العادة على ألسنتهم ألم تسأل نفسك ما هو حكم الإسلام فيمن سب الله تعالى أو سب دينه أو استهزأ بنبيه محمد عليه الصلاة والسلام أو بسنته ألم تسأل أهل العلم عن ذلك؟ فنقول لك بأن أهل العلم قالو إن من سب الله تعالى أو سب دينه أو سب نبيه أو استهزأ بسنته فإنه يكفر بذلك قال تعالى:-{ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}.
فاتقي الله تعالى وتب إليه يا من ابتليت بهذه العادات إرجع إلى ربك وحاسب نفسك ولا تطلق لسانك في هذه الأمور, عباد الله أما من كان حاضراً لمجالس السب فإن كان راضياً بما يسمع موافقاً لهم فهذا حكمه حكم الساب سواء بسواء لقوله تعالى:-{وقد نزل عليكم أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره} وإن أنكر عليهم سبهم ورد عليهم مقولتهم وفارق مجلسهم فهذا مأجور إن شاء الله تعالى لأنه استجاب لقول النبي عليه الصلاة والسلام:-{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان} رواه مسلم.
ولعل أغرب ما في الأمر أن تجد هذا الذي تطاوعه نفسه على سب الله وسب الدين لأتفه الأسباب قد تجده من المصلين وربما حج بيت الله الحرام زاعماً أنه من المسلمين المؤمنين لا يرى تعارضاً بين أن يكون ساباً لله وبين أن يكون من المصلين وكان أحدهما لا يناقض الآخر.
عباد الله إن من السباب المنهي عنه سب الريح فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول:-{لا تسبو الريح فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها}رواه الترمذي, ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسب الدهر فإن الدهر خلق من خلق الله فلا يجوز لنا أن نسب الليالي والأيام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل:-{يؤذيني ابن آدم يقول:- يا خيبة الدهر فإني أنا الدهر أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما} رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام:-{لا تسبو الدهر فإن الله هو الدهر} رواه مسلم.
فلا تسب يا أخي المسلم الأيام والليالي والسنين فلا تقل مثلاً هذا اليوم مشئوم أو سنة مشئومة أو ما شابه ذلك فإن الله هو الدهر, عباد الله إن المسلم ينبغي أن يحاسب نفسه فيما يقول ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه قال عليه الصلاة والسلام:-{وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم} رواه مسلم, وفي الحديث أيضاً قال عليه الصلاة والسلام:-{إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب} متفقٌ عليه. ومعنى ما يتبين فيها أي يتفكر فيها أهي خيرٌ أم لا.
فاتقوا الله عباد الله وتوبو إليه من هذه الألفاظ .