ألفاظ مخالفة للعقيدة

واعلموا أن أهم ما يجب حفظه والعناية به اللسان فإنه يكب صاحبه إذا لم يحفظه في النيران وقد يرقيه إلى أعلى مراتب الإيمان قال تعالى:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} وقال:{ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}. عباد الله إن خطر اللسان عظيم وقد يهلك الإنسان ويورده النار والعياذ بالله يقول النبي صلى الله عليه وسلم:{ إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي به في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب} رواه مسلم. فهذا المتكلم يتكلم بالكلمة لا يدري معناها أو ما تشير إليه أو ما يسمعها من شخص فيقوم بترديدها ويظن أنه لا شيئ فيها ولكن هذه الكلمة قد تهوي به في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب يقول الحسن البصري رحمه الله ما حفظ دينه من لم يحفظ لسانه لذلك كان يجب علينا أن نحفظ ألسنتنا ولا نتكلم بالكلمة حتى نعرف معناها وهل هذه الكلمة مخالفة للعقيدة أم لا وفي هذه الخطبة سنتكلم عن بعض الألفاظ التي اشتهرت بيننا وهي مخالفة للعقيدة فعلينا أن نحذر منها وأن نحذر إخواننا من هذه الألفاظ حتى يحذروها ومن هذه الألفاظ المخالفة سب الدين فمن الذنوب العظام والبلاء الجسام التي انتشرت في مجتمعنا كيف يجرؤ مسلم عاقل موحد أن يسب دين الله تبارك الله وتعالى سب الدين لا يصدر من مسلم موحد قال تعالى:{إن الدين عند الله الإسلام} دين الإسلام لا يقبل الله دينا سواه يوم القيامة {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} دين الإسلام أعظم نعمة من الله عليك أن جعلك من أتباع هذا الدين فكيف تسب دينك فيا من تسبون دين الأمهات فيما بينكم من صغار السن وكبار السن هداهم الله أمهاتكم على دين واحد دين الإسلام فلا تسبوا هذا الدين وتوبوا إلى الله من هذا الذنب العظيم .
ومن الألفاظ المخالفة للعقيدة سب الدهر أو الزمان يقول النبي صلى الله عليه وسلم:{لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر} وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل:{يؤذيني ابن آدم بسب الدهر أنا الدهر أقلب ليله ونهاره} فكيف تسب الدهر وأنت لا تدري أخي المسلم,بعض الناس عندما تنزل به مصيبة يقول الله يلعن السنة الله يلعن الساعة اللي مشيت فيها المكان الفلاني هذا يوم أسود أو يوم مشؤوم أو زمن غدار وقت ما يرحم هذا من مداخل الشيطان, لأن المسلم لا يطيق أن يسب ربه فيما قضاه له فيزين له الشيطان سب الزمان فيقع السب على الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى هو الفاعل وهو المقدر.
ومن الألفاظ المخالفة للعقيدة والمنتشرة بيننا كثير من الناس يقول عند حدوث مصيبة أو مكروه أو يرى أمر لا يعجبه يقول لا حول الله وهو لا يعرف معناها فأنت أخي المسلم عندما تقولها تعني بذلك أن الله لا يستطيع تحويل الأمور ولا يغير الأحوال ليس لديه قدرة على ذلك فأنت تنفي بذلك هذه الأمور فلا تقل هذه الكلمة ولا تختصرها واذكرها كاملة لا حول ولا قوة إلا بالله فهذا إثبات زعندك يقين أن الله وحده يملك القوة وإنه على كل شيئ قدير.
ومن الألفاظ المخالفة بعض الناس يستغيثون في دعائهم أو في عبارات كلامهم بالأموات فمثلا يقول في دعائه اللهم بجاه نبيك محمدا أن تشفي مريض وأن تقولي أو يقول اللهم بجاه أوليائك الصالحين وبحق أوليائك الصالحين أن تغفر أو بجاه الكعبة فأنت أخي المسلم عندما تدعوا بهذه الأدعية تعتقد بذلك بأن نبينا محمدا والأولياء والكعبة عندهم واسطة عند الله والله عزوجل يقول:{قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله} وقال أيضا:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى وسائط فادعوا الله مخلصين له الدين فأنت يا أخي المسلم عندما تدعوا الله بجاه نبيه أو أولياءه الصالحين تعتقد إلى نفعهم وضرهم من دون الله فأنت تسأل الله تعالى بجاههم وبعدها شيئا فشيئا حتى تصبح تسألهم من دون الله وتدعوهم من دون الله وهذه هو الضلال المبين وبعض الناس تجد هم متعلقين بالأموات تعلقا شديداً فمثلا تجد هذا الشخص إذا كان جالساً وأراد أن يقوم أو أراد الجلوس لا يقول بسم الله أو توكلت على الله بل يقول يا سيدي فلان ينادي سيده الفلاني الميت الذي أكله دود الأرض واعتمد عليه ونسي الله سبحانه وتعالى خالقه ورازقه وأوكل أمره ظغلى سيده افلاني الذي أكله دود الأرض قال تعالى:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}.
ومن الألفاظ المخالفة للعقيدة قبول بعض الناس عندما يرى شخص مصاب بمصيبة أو مرض يقول فلان ما يستاهل المصيبة أو المرض أو غير ذلك هذا اللفظ فيه اعتراض على قضاء الله, من الذي قدر لهذا الشخص أن يصاب , الله سبحانه وتعالى هو الذي قدر له ذلك فقولك ما يستاهل هو اعتراض على قضاء الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:{عجبا لأمر المؤمن أمره كله خيراً إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له}.
ومن الالفاظ المخالفة قولهم للمتزوج بالرفاه والبنين هذه التهنئة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم لأنها من عادات أهل الجاهلية العرب في الجاهلية كانوا يهنئون المتزوج بهذا القول ويقصدون بها الذكور أي الأولاد دون البنات لأنهم كانوا يئدون البنات ويدفنونهن وهن أحياء قال تعالى:{وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم}, فلما جاء الإسلام أبطل هذه التهنئة ونهى عنها وجاء بأحسن منها وهي قول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير.
ومن الألفاظ المخالفة قولهم لا إله فقط أي لا يكمل قول لا إله إلا الله ينفي أن يكون هناك إله بقوله لا إله والعياذ بالله.
ومن الألفاظ المخالفة قول شاءت الظروف أو شاء القدر فمثلاً يقول عندما يرى شخص شاءت الظروف ووجدتك في المكان الفلاني أو شاء القدر واجتمعنا , هذا القول مخالف لأن القدر والظروف لا مشيئة له والله هو الذي يشاء والمشيئة لله وحده قال تعالى:{وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}.
ومن الالفاظ المخالفة أيضاً قوله الله يظلمك كما ظلمتني أو إن كان ظلمني, هذا القول مخالف لأنك تصف الله عزوجل بالظلم قال تعالى:{ولا يظلم ربك أحداً} وقال أيضاً:{وأن الله ليس بظلام للعبيد}.
ومن الألفاظ المخالفة قولهم ما يرحم أو ما يخلي رحمة ربي تنزل فمن هذا الضعيف الذي يمنع رحمة الله من النزول قال تعالى:{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده}.
ومن الألفاظ المخالفة قولهم دفن في مثواه الأخير, هذا القول فيه إنكار للبعث لأن القبر أول منزل من منازل الأخير والمثوى الأخير إما في الجنة أو في النار أعاذنا الله منها .
إخوة الإسلام ينبغي علينا أن نطهر ألسنتنا من هذه الألفاظ وأن لا نستمر على قولها ونتوب إلى الله منها ونحذر إخواننا منها وأن لا نردد أي كلمة نسمعها حتى نتبين معناها .