[justify]**مخ الطفل حساس كآلة التصوير:
مخ الطفل حساس كآلة التصوير ، فهو مستعد للعمل في ساعات اليقظة ،
وتؤثر فيه الأعمال الطيبة والأحاديث الحسنة أو السيئة التي يسمعها
ويقوم جهازه المخي تلقائياً بتصويرها ، والطريف أن هذه الصور
هي التي ستحدد طريق واُسلوب حياته المستقبلية ونهجها .
أي عندما يكبر الطفل ويضع أقدامه في المجتمع ، يعمل وفق
ما تعلمه في طفولته ، وفي الحقيقة إن الافلام التي صورها وخزنها
أيام الطفولة في ذهنه ، تظهر في شبابه ، فيجعلها برنامجاً لحياته
ويعيش بين الناس طبقاً لتلك الأفكار .
والملاحظ أن تعاليم مرحلة الطفولة تكون لها جذور عميقة ،
وترسخ في الذهن ولا يمكن محوها بسهولة ، ولهذا السبب
فإنها تبقى حتى نهاية العمر .
عن علي عليه السلام أنه قال : « العلم في الصغر كالنقش في الحجر ».
الأعمال القبيحة والكلام البذيء هو مضر ومذموم دائماً وفي كل مكان ،
ولكنهما أمام الأطفال الصغار أسوأ وأكثر ضرراً ، لأن الأطفال
يتعلمون أعمال الآخرين بدون وعي ، ويحفظونها في أذهانهم ،
ويتصرفون طبقاً لها . إن الأشخاص الذين يرتكبون ذنباً
أمام الأطفال ويعملون سوءاً أمام أنظارهم وأسماعهم الحساسة
ويقولون السوء ، فهؤلاء في الحقيقة يرتكبون جريمتين ؛
الأولى أنهم يرتكبون الذنوب ، والثانية أنهم يصنعون إنساناً مذنباً .
إن الآباء والاُمهات الذين يهمهم حسن تربية أطفالهم ، ويرون
أنفسهم مسؤولين أمام الله تبارك وتعالى ، عليهم مراقبة أعمالهم دائماً.
إن الاُسر التي يتصف فيها الوالدان بالعنف الخشونة واللسان
البذيء وتتبع عيوب الآخرين والكذب والنفاق وغيرها من
الخصال السيئة ، فإن أبناءهم ينشأون مثلهم بنفس الاخلاق السيئة ،
وعندما يكبرون فإنهم بالدرجة الاولى يكونون سبباً لتعاسة الوالدين ،
وبعد ذلك يصبحون بلاءً على سائر الناس . وهذا يبين مدى آثار
ما تعلموه في مرحلة الطفولة حتى نهاية العمر .