أهديتك عمري وقد ملكت الجنان وشغفت بحبك وقد سكنت الوجدان
وأنت كنت معذبي فلا تلمني فأنت مبدل سعادتي أشجان
لاتلمني على مافعلت وما سأفعل بك فأنت كنت أول من بدأ بالهجران
لا تلمني فقد كنت أنت تاركي وحيدة فباتت العين تدمع والقلب حيران
لاتلمني فقد تعذبت ولوعني هواك فقد حرقت قلبي ماكان للعشق من نيران
لا تلمني على كلمات قد قلتها وسأقولها لك كنت أتلفظ بها دون حسبان
بسبب بعدك وسنين هجرك فأنت قد كنت السابق في هجائي بالكلام
لاتلم قلبا جريحا قد طعنته نبال الشوق إن رأيت منه للقسوة ألوان
لأنه تعذب على يديك و ذاق الحزن فقد تعب وجرحته الآلام
لا تلوم عينا قد بكت في بعدك دمعا وكاد أن يحرق السهر لها الأجفان
فقد كان الدمع يومض في سواد اليل وكان يعزف للحزن ألحان
جمرات دمعي أيقضت فيا كل جرح وأشعلت غضبا كان في ثورة البركان
لاتلومها على جفائها أو قسوتها فقد تعلمتهما على يد من كان أعز إنسان
فقد كنت لي معلما قد تتلمذ وأخذ دروسه من قسوة الزمان
فلا شك في قسوتك فقد كان لك معلما كفيلا أن يجعلك من المشاعر تعاني الإنعدام
كما كان جديرا بي أن يجعلني أخرجك من عالمي و أضعك في عالم النسيان
فأنت كنت وحدك من أريد وكان حبك هو فقط حلم الأحلام
فقد كنت أخالك شمس عمري ولزهر حبي كنت أفنان
فأنت وحدك من جعلني أظن أني كنت بجانبه أشعر بالأمان
فعرفت إني بك كنت مخدوعة وأن ماكنت أشعر به ليس سوى أوهام
والآن أصبح وجودك عندي هامش فغدوت أنت على عرش الهواة سلطان
لتعلم أن لكل شئ في الحياة قواعد وأن لطيب العيش أركان
إن في الوجود لاشئ خالد وأن لكل أمر إذا ما تم نقصان
أن تعرف أن للعمر مر و حلاوة و إن للدهر سعد وأحزان
فلا يغرنك في الدنيا بشئ فلا يدوم للمرء في حياته غير الإحسان
بقلمي هاجر