أتسألني أين كنت من بين الجموع
أ تسأل في أي مكان كان قلبي موضوع
سأقول لك بصوت كان بحكم القدر قنوع
كنت في غياهب الوحدة أبحث عن نفسي
بين أمل يلفظ أنفاسه في بحر دموع
دموع كانت كهطال الديم انمت الأحزان كالزروع
وبسمة شفاة أعلنت للأحزان الخضوع
بين نسمة عشق كانت في الجو تضوع
و صوت حب يئن لم يكن له مسموع
بين عين منتظرة سرق منها الزمان أحلام الرجوع
ولهيب عشق صنعه خافق بين الضلوع
بين سهيل حرمته الغيوم ألوان السطوع
و همسات ليل كانت مع أضواء الشموع
بين حنين السهر الذي كان لكلمات السمر موضوع
بين لمعان قطرات الندى مع الشمس في وقت الطلوع
وأصوات طيور كانت تطير في كل الربوع
بين لمسات أنامل كانت لكف وكأنه من العنم مصنوع
بين قلب واجل كان بفاجعة حبيب مصروع
و قلب لعاشق كان للصبابة ينبوع
بين موجات عشق و نيران شوق التي كان قلبي لها طوع
بين سنين عشتها ولم أكن أعرف للحيرة أسباب الخشوع
و نقوش حزن في ذاكرتي كانت لها الآلام صدوع
بين ذكرى ماضي كانت في فكري تموع
وألم حاضري الذي كان للفرح منوع
أ كان مني أو كان من الأشجان ممنوع
بين أنواع الحياة كلها لأجد للهرب من الوحدة فكرة وأكون مباشرة الشروع
لأجد طريقا غير الوحدة لأكون له تبوع
طريقا أسلكه في حياتي دون أن يكون له فروع
لأفك عن أحزاني فصرت أخشى في اليأس الوقوع
لأعيش بعيدا عن عالم وحدتي وأعيش مع الجموع
هذه إجابتي عن سؤالك الذي كان بادئة الموضوع
وها قد عرفت أين كنت ألديك ما تقول في شأن كان عن إرادتي مرفوع.