قتل 103 أشخاص بينهم 61 هولنديا إثر تحطم طائرة إيرباص ليبية سقطت أثناء محاولة الهبوط في مطار طرابلس أمس الأربعاء 12/5/2010، و لم ينج من الحادث سوى طفل هولندي.
وفيما تضاربت الأنباء حول سبب الحادث، استبعد مسئولون ليبيون أن يكون سبب سقوط الطائرة عمل إرهابي أو خلل في أجهزة الملاحة بمطار طرابلس أو اصطدام بأي منشأة أو عائق على الأرض أو عيب في الطائرة، أو سوء الأحوال الجوية، أو نقص الوقود، الأمر الذي دفع صحيفة ليبية أن تصف الحادث بـ"اللغز" بعد استبعاد المسئولين كل هذه الأسباب.
103 ضحايا
وتحطمت الطائرة الإيرباص التابعة لشركة الخطوط الجوية الأفريقية الليبية على بعد أمتار من مهبط مطار طرابلس الدولي أثناء محاولتها الهبوط، بينما كانت تحمل 104 أشخاص بينهم 11 من أفراد الطاقم.
وقال وزير النقل الليبي محمد زيدان في مؤتمر صحفي بمطار طرابلس صباح أمس أن " الجميع قضوا باستثناء طفل واحد."
وبين الوزير ان الناجي الوحيد طفل هولندي عمره عشر سنوات لم يتعرض لإصابات خطيرة، مشيرا إلى أن الطفل في حالة طيبة وتجرى له فحوص في المستشفى. بحسب وكالة رويترز.
وأكد زيدان في مؤتمر صحفي ثاني عقده مساء أمس ، إن قائمة جنسيات ركاب الطائرة المنكوبة، تضم 13 ليبياً، و62 هولندياً، ومواطن فرنسي في حين توزع البقية بين جنوب إفريقيا وبريطانيا وألمانيا وفنلندا وزمبابوي والفلبين . بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة أويا الليبية.
وأعلن الوزير الليبي عن تشكيل لجنة متخصصة للتحقيق في أسباب تحطم الطائرة ، وأشار إلى أنه تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة، مستبعدا أن يكون السبب عملا إرهابيا. وقال إن الترتيبات تمت لمساعدة أسر الضحايا على الحضور إلى طرابلس.
ركاب ترانزيت
وذكرت الخطوط الجوية الإفريقية الليبية وشركة إيرباص المصنعة للطائرة إن الطائرة وهي من طراز ايرباص 330-200 ودخلت الخدمة في سبتمبر 2009 كانت في رحلة من جوهانسبرج بجنوب إفريقيا إلى العاصمة الليبية عندما سقطت على مسافة قصيرة من المدرج في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وأكدت الشركة التي تدير شؤون «الخطوط الجوية الإفريقية» الليبية في جنوب أفريقيا أن الطائرة المنكوبة خضعت لكافة عمليات مراقبة السلامة المطلوبة قبل مغادرة جوهانسبورج.
وهو ما أكدته كذلك شارمين تومي مديرة المجموعة الألمانية «افياريبس» لإفريقيا الجنوبية، المتخصصة في النقل الجوي والسياحة، بحسب جريدة الحياة الصادرة اليوم الخميس.
وأوضحت نيكي ناب الناطقة باسم مطارات جنوب إفريقيا أن معظم الركاب يمرون في ليبيا عن طريق الترانزيت، حيث كان 42 منهم سيتوجهون لاحقاً إلى دوسلدروف في ألمانيا و32 إلى بروكسيل و7 إلى لندن وراكب واحد إلى باريس.
روايات عدة
وذكرت الصحف الليبية روايات عدة لسبب سقوط الطائرة، فقد نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة قورينا الليبية عن مصدر مطلع أن قائد الطائرة المنكوبة يوسف الساعدي قد أجرى اتصالا ببرج المراقبة بالمطار طالبا تجهيز سيارات الإسعاف والطوارئ لوجود خلل في الطائرة وذلك قبل وقوع الحادث مباشرة.
لكن الجريدة نفسها عادت ونفت الرواية على لسان مدير العلاقات الدولية بشركة الخطوط الأفريقية الليبية محمد المشيخي .
كما نقلت الجريدة عن شهود عيان أن قائد الطائرة أراد أن يتفادى "شبورة" كثيفة من الشوائب العالقة ناتجة عن الجو الساخن، وحاول الارتفاع قليلا ليستوضح معالم المدرج، لكن الطائرة اصطدمت بأسلاك كهربائية ما أدى إلى وقوع الحادثة.
ونقلت عن مصادر مطلعة إن الطائرة قد انفجرت لدى هبوطها وتفتتت بالكامل، مؤكدة في الوقت ذاته أن الطائرة تحطمت "على بعد متر واحد من مدرج" الهبوط.
كذلك نقلت "قورينا" عن مصادر مطلعة أن مطار طرابلس كان قد طلب من ربان الطائرة المنكوبة عدم الهبوط وذلك لانعدام الرؤية .وقالت المصادر ذاتها أن الرؤية لم تكن واضحة بالمدرج بسبب تكون "شبورة" مائية حالت دون رؤيته المهبط بشكل واضح.
وكانت حركة النقل بمطار طرابلس الدولي قد توقفت تماما لأكثر من 24 ساعة الأسبوع الماضي بسبب الغبار الكثيف الذي أدى لسوء الأحوال الجوية، إلا أن الرحلات استؤنفت عقب ذلك بعد تحسن الأحوال الجوية، ما جعل المصدر ذاته يستبعد علاقة غبار آيسلندا بالحادثة.
وفي رواية قريبة من هذه –ذكرتها صحيفة "أويا"- حُملت مسؤولية الحادث للكابتن الساعدي حيث زعمت أنه لم يشغل المحرك الثاني عند الهبوط، مكتفيا بمحرك واحد وأنه لم يستجب لطلب برج المراقبة بعدم الهبوط لانعدام الرؤية. غير أن مراقبين فندوا هذه الرواية معتبرين أن الكابتن يوسف الساعدي يعد من بين أفضل الكوادر الليبية في الطيران.
وذهبت مصادر أخرى إلى أن تجهيزات مدرج الهبوط كانت قديمة، الأمر الذي أحدث اضطرابا عند هبوط الطائرة الليبية. بحسب صحيفة أويا.
بدوره أشار الموقع الإلكتروني لجريدة "ليبيا اليوم" أن المراسلين الأجانب سألوا وزير النقل الليبي خلال المؤتمر الصحفي عن سبب ظهور سيارة محترقة مع حطام الطائرة !! إلا أنه رد بأنه لم يرها !!
ومع تعدد الروايات يشدد خبراء الطيران الجوي أنها تظل مجرد تكهنات وأن الرواية الحقيقية ستتضح بشكل كبير جدا عندما يتم الكشف عن محتويات الصندوقين الأسودين وما جرى في ساعة الصفر من محادثات بين طاقم الطائرة وبرج المراقبة.
اللغـز !
تعدد الروايات التي أوردتها الصحف الليبية، جعلت وزير النقل الليبي محمد زيدان يشن هجوما حادا عليها، وخصوصا صحيفة قورينا على خلفية تغطيتها الصحفية لحادثة تحطم الطائرة ونشرها لتصريحات من مصادر مسؤولة مختلفة كانت قد تضاربت فيما بينها.
وبين زيدان خلال مؤتمره الصحفي الثاني مساء أمس أن لجنة تحقيق ليبية فرنسية تضم 4 خبراء من شركة الايرباص المنتج للطائرة ، و3 محققين فرنسيين ستباشر التحقيقات للوقوف على الأسباب نافيا أن يكون من بينها عمل إرهابي أو خلل في أجهزة الملاحة بمطار طرابلس العالمي أو اصطدام بأي منشأة أو عائق على الأرض أو عيب في الطائرة !!! بحسب موقع "ليبيا اليوم".
بدوره نفى المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الإفريقية صبري شادي فرضية " نقص الوقود" ، وفرضية انعدام الرؤية حيث بلغت 6 كلم أثناء عملية الهبوط !!
استبعاد "المسؤولين" لفرضية : سوء الأحوال الجوية، عطل في الأجهزة الملاحية، ارتطام بجسم ما، انعدام أو صعوبة في الرؤية، نقص الوقود، خلل فني، عيب في التصنيع، عمل إرهابي!!!!، جعل"ليبيا اليوم" تصف الحادث بأنه "لغز" إلى أن يتم إعلان نتائج لجنة التحقيق.
الخطوط الإفريقية
ويعد هذا الحادث هو الأول الذي تتعرض له إحدى طائرات شركة «الخطوط الجوية الإفريقية» منذ تأسيسها عام 2001م.
وأشار موقع الشركة على الانترنت إلى أن كل الطائرات التي تملكها هي طائرات إيرباص وعددها 11 طائرة منها ثلاث من طراز ايه-320-200 وثلاث ايه-319-111 وثلاث ايه330-200 من طراز الطائرة نفسها التي تحطمت في طرابلس.
و طائرات الشركة بيضاء اللون مع أجنحة وذيل أسود عليها الرقم 9 مكرراً أربع مرات بالأخضر والأحمر والأصفر، في إشارة إلى 9 سبتمبر 1999 تاريخ تأسيس الاتحاد الإفريقي.
ويعود آخر حادث تحطم طائرة دام في ليبيا إلى 13 يناير 2000 عندما تحطمت طائرة قرب مرسى البريغة ما أسفر عن مقتل 22 شخصا، بحسب موقع متابعة صناعة الطيران "افييشن سيفتي نتوورك" (شبكة سلامة الطيران).
وحادث أمس الأربعاء هو الأكثر دموية منذ 22 ديسمبر 1992 عندما تحطمت طائرة بوينغ 727 تابعة لشركة الخطوط الجوية العربية الليبية قرب مطار طرابلس وقتل في الحادث 157 شخصا.