فيا أخي المسلم إذا مرضت فاسأل ربك أن يشفيك إسأل ربك أن يرزقك لا تذهب إلى الموتى وتطلب منهم الشفاء والرزق , بعض الناس يسمون الموتى يسمونهم بالأغواث والأقطاب إذا طلب الرزق والشفاء يشد الرحال إلى قبر غوثه الفلاني ويذهب إلى قبره ويذبح له كبش ويطوف به ويناديه يا سيدي يا غوث الفلاني اشفيني أغثني قد تصل به الدرجة أن يسأل غوثه الفلاني أن يدخله الجنة , تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً , عباد الله هؤلاء الناس الذين يفعلون هذه الأمور نقول لهم ماذا تركتم لله إذا كان هؤلاء الموتى يشفونكم ويرزقونكم ويقضون حوائجكم فماذا تركتم لربكم الذي خلقكم وخلق آبائكم وأمهاتكم , بالله عليكم هل هؤلاء قاموا بتوحيد الله في العبادة هل هؤلاء أفردوا الله بالعبادة هل هؤلاء أخلصوا العبادة لله قال تعالى:-{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} فيا من تستغيثون بالأموات وتذبحون لهم , اعلموا أن فعلكم هذا هو من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى إن متم على ذلك قال تعالى:-{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} , هذا الفعل يجعل صاحبه خالداً في النار حتى ولو صلى وصام وحج ما دام باقياً على دعوته لغير الله يسأل الشفاء والرزق من غير الله فهذا لاتنفعه لا إله إلا الله لم يفقه معناها ولم يعمل بمقتضاها قال تعالى:-{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} وقال تعالى:-{ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} وقال تعالى مخاطباً نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:-{ولقد أوحينا} , وعن جابرٍ ابن عبدالله رضي الله عنهما قال أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله ما الموجبتان ؟ فقال : {من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار} رواه مسلم , وقال عليه الصلاة والسلام:-{من مات وهو يدعوا لله نداً دخل النار} رواه البخاري , وسئل النبي عليه الصلاة والسلام أي الذنب أعظم ؟ فقال {أن تجعل لله نداً وهو خلقك} , فيا من تستغيثون بالأموات وتذبحون لهم اتقوا الله تعالى وتوبوا من هذا الذنب العظيم قبل أن يفاجئكم الموت وعلينا واجب النصح لكل من يعتقد بهذه الاعتقادات من آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ومجتمعنا خصوصاً كبار السن الذين غلب عليهم الجهل ونبين لهم خطورة هذه الأفعال حتى يتوبوا منها .
أخي المسلم إن الإشراك بالله هو صرف أي نوع من أنواع العبادات إلى غير الله فهل الدعاء والاستغاثة والذبح وغير ذلك من أنواع العبادات قال تعالى:-{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}, عباد الله ما هي مظاهر الإشراك بالله في العبادة كثير من الناس اليوم في مجتمعنا واقعين في هذه المظاهر, كثير من الناس اليوم يقول لا إله إلا الله ولكن لا يعمل بمقتضاها يقول لا إله إلا الله ثم يقول يا حسين أغثني اشفني يا شاذلي ارزقني يا فلان لا تنساني ينادي الأموات ويطلب منهم المدد والحاجات هذا يكون قد أفسد معنى لا إله إلا الله ولا تنفعه لا إله إلا الله فهي ليست كلمة تقال باللسان فقط إنما هي كلمة لها معنى ولها مدلول فإذا يقال لا إله إلا الله وتلفظ بها فلا بد أن يحقق معناها وأن يعمل بمقتضاها بأن يترك الشركيات ويترك عبادة القبور والأضرحة , عباد الله إن هؤلاء المغفلين في هذا الزمان لا يفقهون معنى لا إله إلا الله يقولون لا إله إلا الله ثم يقولون المدد يا فلان ويسمونهم بالأقطاب والأغواث ويذبحون عند القبور ويطوفون بالأضرحة يطوفون بها كما يطاف بالكعبة رجاء البركة ودفع الضرر يقيمون عند القبور أياماً يتعبدون لها ويذبحون لها فنقول لهم أيها المغفلين ألم تسمعو إلى قول الله تعالى:-{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} ألم تسمعو {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} ألم تسمعو {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} ألم تسمعو {ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} ألم تسمعو {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله} ألم تسمعوا { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيئ قدير}.
فاتقوا الله عباد الله وحافظا على عقيدتكم فهي أعز ما تدخرون لآخرتكم .
عباد الله إن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام حذرنا من دعوة غير الله , عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله : أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : { أن تدعوا لله ندا وهو خلقك} رواه مسلم. فيا من تستغيثون بالأموات والأولياء وتطلبون منهم المدد والحاجات , ادعوا ربكم ولا تجعلوا له أنداداً وأنتم تعلمون , فهو الذي خلقكم ورزقكم وهو الذي يحييكم ويميتكم {فادعوه مخلصين له الدين ولو كره الكفرون} , عن عبدالله ابن العباس رضي الله عنه قال كنت رديف رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال يا غلام : ألا أعلمك كلمات {إحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيئ قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضروك بشيئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف} رواه الترمذي.
أخي المسلم إذا حلت بك الحوادث والكروب وأغلقت في وجهك المسالك والدروب فناد ربك العظيم فإنه من سأله أعطاه ومن لاذ به حماه أما الميت فإنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً والميت يحتاج لمن يدعوا له كما أمرنا نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام إذا زرنا قبور المسلمين يجب أن نترحم عليهم وندعوا لهم لا أن يستغاث بهم فعند الشدائد والأحزان الجأ إلى الواحد الديان , فنعم المجيب هو ومن تعلقت نفسه بالله وأنزل به حوائجه والتجأ إليه وفوض أمره كله إليه كفاه كل سؤال ويسر له كل عسير ومن تعلق بغيره وكله الله إلى ذلك وخذله.