قالت تونس، اليوم الاثنين، إنها ستعرض على مستثمرين أجانب مشاريع في مجالي البنية التحتية والتنمية بقيمة 6.82 مليارات دولار لإنعاش الاقتصاد العليل ودعم الديمقراطية الناشئة في مهد ثورات الربيع العربي. ومع اقتراب مرحلة الانتقال الديمقراطي من نهايتها ركّزت تونس اهتمامها على إنعاش الاقتصاد ودفع عجلة النمو لتوفير مزيد من فرص العمل لمئات الآلاف من الشبان العاطلين.
وقال نضال الورفلي الوزير المكلّف بالشؤون الاقتصادية: "لدينا 22 مشروعًا جاهزًا للبدء بقيمة 12 مليار دينار (حوالي 6.8 مليارات دولار) سنعرضها على مستثمرين أجانب في عدة قطاعات من بينها السياحة والنقل والطاقة والبنية التحتية". وأضاف أن من بين المشاريع سدودًا وميناءً في المياه العميقة.
وتنظّم تونس الشهر المقبل ثاني انتخابات حرة في تاريخها لتكمل الانتقال الديمقراطي في البلاد. وتأمل حكومة رئيس الوزراء مهدي جمعة أن تستقطب استثمارات لدفع النمو وتخفيف التوتر الاجتماعي خصوصًا مع استمرار ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة.
ومن المتوقع أن يبلغ عجز الميزانية بنهاية العام حوالي 8 % بسبب الزيادات في الرواتب ودعم الدولة لعدة قطاعات، وهي من مخلفات النظام السابق الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011. وكانت الحكومة راجعت الأسبوع الماضي توقعاتها للنمو الاقتصادي للمرة الثالثة خلال هذا العام لتصل إلى ما بين 2.3 و2.5 % نزولاً من 3 % في 2014 بأكمله بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد خلال النصف الأول من هذا العام.
وقال جمعة في كلمة ألقاها خلال مؤتمر: "استثمر في تونس الديمقراطية الناشئة، إن نجاح الانتقال الديمقراطي في بلاده مرهون بالاستقرار العام وتعافي الاقتصاد وإجراء الإصلاحات اللازمة من أجل مرحلة جديدة من التطور والرخاء". وأضاف: "الآن هناك استراتيجية واضحة للإصلاحات الاقتصادية في القطاع البنكي والجباية ومناخ الاستثمار" دون أن يخض في تفاصيل. ويشارك في المؤتمر 30 دولة إلى جانب 20 من المانحين من الصناديق والمؤسسات المالية والاقتصادية و27 من البنوك وصناديق الاستثمار.
من جهته تعهّد رئيس الحكومة الفرنسي مانويل فالس أنَّ بلده ستكون مع تونس التي يمكنها أن تعول على أصدقائها وفرنسا فخورة بأن تكون في الصف الأول. وأضاف: "في حين تُهدّد الفوضى ليبيا وتسود الهمجية في سورية والعراق فإنَّ تونس تحتاج مساعدتنا لكي تواصل التقدم على طريق الديموقراطية".
ودعا عبدالإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية إلى الاستثمار في تونس، مضيفًا أنها تجاوزت المراحل الصعبة وحافظت على استقرارها. آن الأوان لرأس المال أن يكون شجاعًا. أي نجاح لتونس هو فشل للإرهاب. وتسعى تونس للاستفادة من نظرة الغرب إليها على أنها النموذج الوحيد الذي يسير باتجاه الديمقراطية في المنطقة المضطربة؛ لكن بعض المجموعات الإسلامية المسلحة تشكل خطرًا حقيقيًا على الانتقال الديمقراطي.