إشهدي يا سماءُ
يا سماءُ فلتشهدي يا سـمـاءُ
هـذه الأرضُ نـبـتـُها شـهداءُ
الدماءُ في كل أرضٍ دمــــاءٌ
لـكـنــهــا فـي ليـبـيـا حِـنَّـاءُ
خضَّبوها لم يبخلوا بنفيـسٍ
وجزيلٌ من المُحبِّ الـــعطاءُ
ليت شِعري هم فتيةٌ وشبابٌ
ورجـالٌ نـادتـهم العـلـيـــاءُ
ركبوا البحر لم يهابوا عُباباً
وسط مـوجٍ تـَلـفّـهُ الأنــواءُ
عاندوا الريحَ والعواصف تترى
والضحايا مـن بـينهم أشـــلاءُ
سطروا المجد فيِ كتاب المعالي
إن لـلـمجدِ أسـطـرٌ حـمـــراءُ
كـم شـهيـدٍ في عرسـه يتـبـاهىٰ
ويَزفّـه في غِـبـطـةٍ أصـدقــاءُ
حاسدوه في العرس وهو مُسجَّى
مـن يـظـنـون أنـهـم أحـيـــاءُ
ودموعٌ من أهلهِ في وداعٍ
والزغاريدُ من أمهِ والدعـــاءُ
كبُرَ المعنى وضاقَ عنه قصيدي
ولَربـمـا يـتـعـثـر الشُّـعـراءُ
***
يا بـلادي وأنت شـمسٌ وبحرٌ
يا بلادي وأنت هذا الهـواءُ
يا بلادي وأنت أرضٌ وعِرضٌ
يا بـلادي وأنـت فـيـنا إنتمَاءُ
يابلادي وأنت في القلبِ نَبضٌ
يا بـلادي وأنـت حـاءٌ و بـاءُ
أبعَـدُونـا وأبـعَـدُوكِ زمـانـا
فـيـه كـُنـَّا عن بعضنا غُـربـاءُ
كـان عـمـرٌ لـكـنـنـا لـم نــَعِـشـهُ
وحـيـاةٌ والـمـوتُ منها شِفاءُ
وفـضـاءٌ واللّحد أرحـبُ منه
وشِــفـاهٌ وألــســنٌ خـرسـاءُ
ووجـوهٌ ولا مـلامـح فــــيـها
وعـيـونٌ لــكــنــها عـمــيـاءُ
ورؤوسٌ تـجر ســتــيــن أذنٍ
وعـن الحـق كـلــهــا صَــمـّـاءُ
****
يا بلادي وأشرق اليوم فجرٌ
عبقريّ وانـزاحـت الظـلمــاءُ
فأعدّي يا ليـبـيـا واسـتـعدّي
لـِـلـرّقـيِّ قـد آذن الارتـقـــــاءُ
يـا سـمـاءُ إن تـزدهي بنـجـومٍ
فـبِـلادي نـجـومـها الأبـنــاءُ
ولـَئِن تـفـاخـرتُ تيهاً بأرضي
رُبَّ أرضٍ تغَارُ منها السمـــاءُ
شعر/ عمر عبدالدائم طرابلس