كـلـمـة مـهـمـه
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسـيـئـات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في حكمه ولا أفعاله شرع للناس دين الحق وهداهم إليه ويسر لهم تشريعات ولم يكلفهم بما لا طاقة لهم به (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) البقر286 وأشهد ان محمدا عبده ورسوله وخيرته من خلقه أرسله الله للناس كافة فهدي به الله من الضلالة وبصر به من العمى ودل الأمة علي كل ما فيه من خيرهم وسعادتهم في الدنيا والأخرة وحذرهم من كل شر وضرر عليهم في الدنيا و الأخره حتي ترك أمته علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلي الله عليه وعلي آله وأصحابه ومن تبعهم وسار علي نهجهم إلي يوم الدين
أ مــــا بــعــد :
فإن المسلم الحق هو الذي يبحث عن حكم الله ورسوله في كل أمر من أموره من قول أو فعل فيمتثل له فإن كان حلالا عمله ولم يبال بقول أحد من الناس وإن كان حراما تركه وتوقف عنه ولم يبال بتعنيف أو استهزاء أحد من الناس امتثالا لقوله-تعالي-في جانب الحلال (تلك حدود الله فلا تعتدوها) البقرة229 ولقوله-تعالي-في جانب الحرام: (تلك حدود الله فلا تقربوها) البقره187
أما أن يرمي الإنسان بحكم الله ورسوله عرض الحائط فلا يعمل به إن علمه ولا يبحث عنه إن جهله فهذا هو الضلال بعينه وهو الخسران بحذافيره ثم إنهما أمران لا ثالث لهما : ضلال وخسران أو هدي وفلاح ولا شك أن كل أحد من المسلمين يرجو الهدي والفلاح من ربه وينشدها ويسأله ان يعيذه من الضلالة و الخسران ولكن هذا لا يكفي وحده فالصحابي الجليل حينما قال للنبي (ص) : ادع الله لي أن أكون رفيقك في الجنة قال له (ص) : أعني علي نفسك بكثرة السجود فإذا الأمر ليس بالتمني و الرجاء فقط بل لابد من العمل ولابد من الإمتثال لأوامر الله-تعالي-والإنتهاء عن نواهيه وهذا هو معني الإسلام الصحيح الذي يرجي لصاحبه الفوز بالجنة والنجاة من النار ولاشك أيها الإخوه أن الإنسان المسلم في هذه الدنيا مخفوف بدوافع عده تدفعه إلي الشر والسير فيه وتعوقه عن فعل الخير وتبعده عنه وهي الشيطان و الهوي والغفله وقرناء السوء فلنحرص علي الإستعاذه من الشيطان وعدم الإلتفات إلي وساوسه ونزغاته ولنترك الهوي جانبا فلا يكون له دور في حياتنا فإن اتباع الهوي هو الضلال ولا محالة قال-تعالي-(إن يتبعون إلا الظن وما تهوي الأنفس) النجم23 وكذلك ينبغي أن تكون علي يقظه دائمة فلا نغتر بما نحن فيه من نعمه وصحه وغيرها من أنواع النعم مما يجعلنا ننسي أوامر الله-عزوجل- فنؤخذ علي غرة ويأتينا الموت ونحن في غفله وحينها نندم أشد الندم .
كذلك أخي المسلم كما أن الشر يزداد بأهله فإن الخير يزداد بأهله فاحرص علي الجليس الصالح الذي يعينك علي فعل الخير ويحذرك من فعل الشر حتي لا تقول يوم القيامة (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ¤ لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان29- 30
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا وأن يغفر للشيخ محمد بن صالح العثيمين وأن يجمعنا وإياكم به عند حوض نبينا محمد صلي الله عليه وسل