في يوم من أيامي كانت الحيرة تعصف بواجداني لم أعرف سرا لأشجاني فبينما كنت جالسة تحت سواد السماء في ليلة ظلماء كانت بالأسرار ملأ نظرت إلى سهيل كان لي ضياء في ليل كانت تخلو من أضواء وكنت أنا والقمر في السهر سواء طعنت بسهم عندما تذكرت عهدا كان إسمه عهد البقاء فهمت عيني بالدمع وكأنه إنثيال دماء سقت أرضا كانت للشقاء كان عهدا تقول أنت فيه إنك من الأذى ستحميني وبعمرك سوف تفديني وإن غبت فإنك ميت وإن حب الأرض لو جمع في قلبي لن يحييني كنت تقول أننا لن نفترق حتى الممات وإن عشت بعدك فإن عيشي سيكون سبات وأني سأظل على الذكريات التي جمعتنا فيها لسنوات فنزف قلبي وعصفت به الآلام زلزلت حطمت وتكسرت ماكان لي من بقايا أحلام فملئت باليأس والأوهام فسمعت همسات قمر ونجوم فجال في فكري أصوات هموم فتذكرت يوما كنت فيه مظلوم يوما كان مشؤوم يوم تركت فيه وحدي وتركتني فيه نفسي وفارقت فيه البسمة شفتي ولازم فيه الدمع عيني والآه قولي يوم فيه أنت أخترت فيه هجراني وقطع فيه البعد جناني وجرحت فيه الدموع أجفاني وتكسرت فيه أفناني يوما كنت في بحر حزن حطم موجه مركب أماني وكلما أنظر إلى سواد السماء بعمق تزيد فيه إلى نظراتي الشوق فكانت لي مثل الطوق فالسماء كانت تراقب حالي من فوق حالا زيد قلبي بين الضلوع رجفا وجروحي نزفا وآلامي عصفا وكلما أزيد العمق في النظر أعود إلي ليال السهر وأتذكر كلمات السمر وأحلى أيام العمر فأخذني لونك أيتها السماء إلى أن طلع عليا الفجر فهبت ريح الصبا حاملة عبير الزهر فملأتني من الحياة أملا وأفهمتني إن بعدك لن يوقف لي عملا ولن يتلعثم عند ذكرك لي قولا ولن يضطرب لي بالا فأنت غدوت لي ماضيا وضعت له سدود ولن تكون أيامي معك لي قيود ولن تتكسر أغصاني أو تذبل لي ورود لأني عرفت أني لنفسي ولن تكون لفكري حدود فأنا سأعيش بدونك أو كنت معي موجود!
تحياتي هاجر