التوحيد

إن الله جل وعلا إنما عمر السموات وخلقها وعمر الأرض وخلقها ليوحد سبحانه خلق السموات وجعل لها عماراً وخلق الأرض وجعل فيها الإنس والجن ليوحد سبحانه قال تعالى:-{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} وهو سبحانه مستحق للعبادة أن يذكر فلا ينسى وأن يوحد فلا يُعبد أحد سواه وأن يخلص له في الدين والعبادة قال تعالى:-{وما أمرو إلا ليعبدو الله مخلصين له الدين} وهذا هو حقه سبحانه على عباده الذي بعث بع الرسل ومن أجله أنزلت الكتب قال تعالى:-{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. هذا التوحيد من أخذ به له فضلٌ عظيم على أهله في الدنيا والآخرة , أهل التوحيد تكفر لهم الذنوب والسيئات قال تعالى:-{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. فعلم التوحيد هو أساس دين الإسلام وأنه وأعظم ما يجب على كل مسلم معرفته والعلم به والعمل بمقتضاه وقد لبث رسول الله عليه الصلاة والسلام في مكة بعد النبوة ثلاثة عشر سنة يدعو إلى أن يقول أهل مكة لا إله إلا الله محمداً رسول الله فقالو {أجعل الآلهة إلهاً واحداً} وهذا يدلنا على أهمية التوحيد وأنه الأساس لدين الإسلام فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حباً خالصاً وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله, عباد الله فالإشراك بالله هو أن يجعل بينك وبين الله وسائط تدعوهم وتستغيث بهم وتذبح لهم , عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الآية {الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. قال أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام أينا لم يظلم؟ فأنزل الله تعالى {إن الشرك لظلمٌ عظيم} فأعظم الظلم هو الإشراك بالله أوصى لقمان ابنه فقال {يا بني لا تشرك بالله} فيجب علينا أن نخاف من الشرك ونحذره بجميع أنواعه وأبوابه أكبره وأصغره فإن أعظم الظلم الإشراك بالله, الله يغفر كل شيئ إلا الشرك قال تعالى:-{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وقال أيضاً:-{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}, وقال عليه الصلاة والسلام:-{من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقي الله يشرك به شيئاً دخل النار} رواه مسلم.
وإليك يا أخي المسلم بعض الأمور التي فعلها ينافي التوحيد ويخلّ به على حذر منها, الأمر الأول أن تصرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة قال تعالى:-{قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له}. فكما أن الصلاة لا تجب إلا لله فأنت يا أخي المسلم لا تصلي إلا لله فالدعاء كذلك لا يجب لله فلا تدعو مع الله أحداً قال عليه الصلاة والسلام:-{من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار} رواه البخاري, وقال أيضاً:-{لعن الله من ذبح لغير الله} رواه مسلم. فهذه الأمور فعلها من الشرك الأكبر قال تعالى:-{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار}.
الأمر الثاني: ليس الخيط والحلقة بقصد رفع البلاء أو دفعه وهذا من أعمال أهل الجاهلية فبعض الناس يا عباد الله عندما يصيبه مرض أو غير ذلك من المصائب لا يدعو ربه ولا يطلب الشفاء من ربه الذي خلقه إنما يشد الرحال ويذهب إلى قبره سيده الفلاني الميت ويطوف به ويطلب منه الشفاء وبعد أن ينتهي من الطواف به والذبح له يقوم بأخذ قطعة قماش وجدها مفروشة فوق القبر أو على عتبات قبر سيده ويقوم بربطها في يده وقد لا يكتفي بنفسه فقط بل يحضر معه عشرة خيوط أخرى ويوزعها على أفراد أسرته على زوجته وأبنائه ويربطها في يدهم ويقول لهم هذه من بركة سيدكم الفلاني هذا الخيط يدفع عنكم الضر والعين ويشفيكم من الأمراض يظن بأن هذا الخيط يفعل كل هذه الأمور سبحان الله ما هذا الجهل؟ يا عباد الله قطعة قماش لا تنفع ولا تضر صنعها بشرٌ مثلك, أيها الجاهل تعتقد بأنها تشفيك من دون الله وتدفع عنك الضر والعين فمن اعتقد بأن هذه الحلق والخيوط ترفع البلاء والضر وتدفعه فهذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفر لفاعله وإن اعتقد أن الذي يرفع البلاء ويدفعه هو الله تعالى لكنه جعل هذه الحلق والخيوط سبب فهذا شرك أصغر وفاعله على خطر عظيم إن لم يتب منه , عن عمران بن حُصين رضي الله عنه أن النبي رأى رجلاً في يده حلقة من صغر فقال ما هذه قال من الواهنة فقال:- {إنزعها فإنها لا تزيدك إلاّ وهناً فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً} رواه أحمد .

والأمر الثالث مما ينافي التوحيد هو تعليق التمائم وهي جمع تميمة والتميمة شيئ يعلق إما أن يكون من جلدٍ خاص يعلق على الصدر أو خرزات وحبال تجعل على الصدر أو شيئ يجعل على باب البيت أو يجعل في السيارة يعتقد فيها أصحابها بأنها تدفع عنهم الضر والفتن وتجلب لهم النفع فبعض الناس يعلق جلده على صدره ويسميها بالحجاب ويعتقد بأن هذه الجلدة تدفع عنه الضر والعين وتجلب له الخير والنفع ويعلقها على أبنائه الصغار , عباد الله بعض الناس يعلق تميمة على صدره وإذا أنكرت عليه يقول لك هذه التميمة أو الحجاب كما يسميه مكتوب فيه شيئ من القرآن فنقول لهؤلاء الأشخاص بأن أهل العلم قالو لا يجوز هذا الفعل لأنه لم يفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا دل عليه وقد كان المرض موجوداً في زمنه والكتاب موجودين فلم يأمرهم بذلك ولأنه وسيلة إلى امتهان القرآن والذي ورد فعله بأن القرآن يقرأ على المصاب وعلى المريض واليوم أصبح كثير من الناس عندما تراه معلقاً تميمة على صدره أو حجاب كما يسميه يقول لك هذا من القرآن أو هذا من الأذكار فنقول لك لا يجوز تعليق التميمة أو الحجاب كما يسميه سوى كانت من القرآن أو الأدعية أو من الطلاسم والكلام الغير مفهوم الذي يكتبه لك أحد المشعوذين ويأمرك أن تُضيفه على صدرك لحمايتك ودفع الضر عنك كما يزعم.
ــ عباد الله ما زلنا نتكلم في الأمر الثالث وهو تعليق التمائم ومن تعليق التمائم كما يفعله يفعله بعض الناس أن يجعل على مدخل باب بيته رأس ذئب أو رأس غزال أو ماشابه ذلك يجعله معلقاً على مدخل باب بيته لدفع العين والضر عنه وجلب النفع والخير لأهل البيت وبعض الناس عندما ينتهي من بناء منزله ويرى هذا البيت كبير وفخم ماذا يفعل لاتقاء أعين الناس والحاسدين عن هذا البيت يقوم بتعليق قومة أو عجلة سيارة على البيت ويعتقد بأن هذه العجلة تدفع عن أعين الناس والحاسدين وتدفع الضر عن المنزل ما هذا الجهل يا عباد الله تركنا هدي النبي عليه الصلاة والسلام وأتينا بأمورٍ مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لم يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه رضوان الله عليهم عجلة سيارة لا تنفع ولا تضر إن كان هذا الرأس ينفع دافع عن نفسه عند قطع رأسه ودفع الضر عن نفسه, هذه الأشياء يا من تعلقونها في بيوتكم وفي سياراتكم , هذه الأشياء لا تنفع ولا تضر ,النافع والضار هو الله, بعض الناس يعلق هذه الأشياء ويقول إني أضعها لأجل ... فقط وليست لدفع العين والضر فنقول له بأن أهل العلم قالو لا يجوز تعليق رؤوس الحيوانات في البيوت والسيارات لأن هذا الفعل فيه مشابهة للناس الذين يعلقونه لأجل دفع العين والضرر عنهم .
عباد الله والأحاديث كثيرة في النهي عن تعليق التمائم, عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إلى رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد أي لم يبايعه فقالو يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا قال إن عليه تميمة فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال {من علق تميمة فقد أشرك} رواه أحمد. أي لم يبايعه الرسول حتى قطع الرجل تميمة فبايعه وعن عباد بن تميم أن أبا البشير الأنصاري رضي الله عنه أخبر أنه كان مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في بعض أسفاره قال فأرسل رسول الله عليه الصلاة والسلام رسولاً{لا تسقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت} متفقٌ عليه.
عباد الله حافظو على عقيدتكم ودينكم وعليكم بواجب النصيحة لمن يفعل هذه الأمـور.
وأنواع العبادة مثل الدعاء والاستعانة والاستغاثة والاستعاذة وغيرها , فشهادة أن لا إله إلا الله تلزم قائلها إفراد الله بجميع أنواع العبادة تلزم قائلها أن يعتقد بأن الله وحده المعبود بحق وأن كل معبود سواه فإنما هو معبود بباطل قال تعالى:- {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحي الموتى وأنه على كل شيئ قدير} تلزم قائلها أن يكون دعا لله وحده فلا يدعوا نبياً ولا ولياً , هناك كثيرٌ من الناس يقولون لا إله إلا الله ثم يصرفون أنواعاً من العبادات لغير الله , يدعون غير الله يدعون الأموات يطلبون منهم المدد والشفاء والرزق وقضاء الحاجات , بعض الناس يا عباد الله عندما يصيبهم مرضٌ أو فقر أو غير ذلك من الأمور لا يدعون ربهم الذي خلقهم لا يدعون ربهم الذي قال لهم :-{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} لا يدعون ربهم الذي قال لهم{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} لا يدعون ربهم الذي قال لهم{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض}, هؤلاء الناس بدل أن يدعوا ربهم سبحانه وتعالى يقومون بدعوة الأموات إن كان في بلدهم أو قريتهم فنرى ولي صالح اشتهر عندهم بالصلاح يذهبون إلى قبر هذا الولي ويتمسحون ويتبركون على عتبات قبره ويطوفون على قبره كما يطاف بالكعبة ويتضرعون له بالدعاء ويقولون يا سيدي فلان اشفيني يا سيدي فلان أرزقني وإن لم يوجد في بلدهم قبر ولي صالح يقومون بشد الرحال إلى قبر ولي صالح خارج بلدهم يقطعون مسافة قد تصل إلى ألف كيلو متر أو خمسمائة كيلو للوصول لهذا القبر والتمسح به والطواف عليه ويطلبون الشفاء والرزق والأولاد من هذا الولي الميت الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً , هل هؤلاء يا عباد الله قاموا بتوحيد الله تعالى بالعبادة ؟ هل هؤلاء أفردوا الله تعالى بالعبادة ؟ والله هؤلاء يطلبون الرزق من غير الله يطلبون الشفاء من غير الله هؤلاء لم يؤدوا حق الله وهو عبادته وحده لا شريك له.
عباد الله يا من تستغيثون بالأموات والأولياء وتطلبون منهم المدد والحاجات , ألم تسمعوا إلى قوله تعالى:-{إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم} وقال أيضاً:-{والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير} وقال :-{والذين تدعون من دون الله لايخلقون شيئاً وهم يخلقون} وقال تعالى:-{والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصراً ولا أنفسهم ينصرون}.
عن عبدالله ابن العباس رضي الله عنهما قال كنت خلف رسول الله يوماً فقال لي:-{يا غلام إني أعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله} رواه الترمذي.

فيا أخي المسلم إذا مرضت فاسأل ربك أن يشفيك إسأل ربك أن يرزقك لا تذهب إلى الموتى وتطلب منهم الشفاء والرزق , بعض الناس يسمون الموتى يسمونهم بالأغواث والأقطاب إذا طلب الرزق والشفاء يشد الرحال إلى قبر غوثه الفلاني ويذهب إلى قبره ويذبح له كبش ويطوف به ويناديه يا سيدي يا غوث الفلاني اشفيني أغثني قد تصل به الدرجة أن يسأل غوثه الفلاني أن يدخله الجنة , تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً , عباد الله هؤلاء الناس الذين يفعلون هذه الأمور نقول لهم ماذا تركتم لله إذا كان هؤلاء الموتى يشفونكم ويرزقونكم ويقضون حوائجكم فماذا تركتم لربكم الذي خلقكم وخلق آبائكم وأمهاتكم , بالله عليكم هل هؤلاء قاموا بتوحيد الله في العبادة هل هؤلاء أفردوا الله بالعبادة هل هؤلاء أخلصوا العبادة لله قال تعالى:-{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} فيا من تستغيثون بالأموات وتذبحون لهم , اعلموا أن فعلكم هذا هو من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى إن متم على ذلك قال تعالى:-{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} , هذا الفعل يجعل صاحبه خالداً في النار حتى ولو صلى وصام وحج ما دام باقياً على دعوته لغير الله يسأل الشفاء والرزق من غير الله فهذا لاتنفعه لا إله إلا الله لم يفقه معناها ولم يعمل بمقتضاها قال تعالى:-{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار} وقال تعالى:-{ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} وقال تعالى مخاطباً نبينا محمد عليه الصلاة والسلام:-{ولقد أوحينا} , وعن جابرٍ ابن عبدالله رضي الله عنهما قال أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله ما الموجبتان ؟ فقال : {من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار} رواه مسلم , وقال عليه الصلاة والسلام:-{من مات وهو يدعوا لله نداً دخل النار} رواه البخاري , وسئل النبي عليه الصلاة والسلام أي الذنب أعظم ؟ فقال {أن تجعل لله نداً وهو خلقك} , فيا من تستغيثون بالأموات وتذبحون لهم اتقوا الله تعالى وتوبوا من هذا الذنب العظيم قبل أن يفاجئكم الموت وعلينا واجب النصح لكل من يعتقد بهذه الاعتقادات من آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا ومجتمعنا خصوصاً كبار السن الذين غلب عليهم الجهل ونبين لهم خطورة هذه الأفعال حتى يتوبوا منها .
أخي المسلم إن الإشراك بالله هو صرف أي نوع من أنواع العبادات إلى غير الله فهل الدعاء والاستغاثة والذبح وغير ذلك من أنواع العبادات قال تعالى:-{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}, عباد الله ما هي مظاهر الإشراك بالله في العبادة كثير من الناس اليوم في مجتمعنا واقعين في هذه المظاهر, كثير من الناس اليوم يقول لا إله إلا الله ولكن لا يعمل بمقتضاها يقول لا إله إلا الله ثم يقول يا حسين أغثني اشفني يا شاذلي ارزقني يا فلان لا تنساني ينادي الأموات ويطلب منهم المدد والحاجات هذا يكون قد أفسد معنى لا إله إلا الله ولا تنفعه لا إله إلا الله فهي ليست كلمة تقال باللسان فقط إنما هي كلمة لها معنى ولها مدلول فإذا يقال لا إله إلا الله وتلفظ بها فلا بد أن يحقق معناها وأن يعمل بمقتضاها بأن يترك الشركيات ويترك عبادة القبور والأضرحة , عباد الله إن هؤلاء المغفلين في هذا الزمان لا يفقهون معنى لا إله إلا الله يقولون لا إله إلا الله ثم يقولون المدد يا فلان ويسمونهم بالأقطاب والأغواث ويذبحون عند القبور ويطوفون بالأضرحة يطوفون بها كما يطاف بالكعبة رجاء البركة ودفع الضرر يقيمون عند القبور أياماً يتعبدون لها ويذبحون لها فنقول لهم أيها المغفلين ألم تسمعو إلى قول الله تعالى:-{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} ألم تسمعو {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} ألم تسمعو {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} ألم تسمعو {ذالكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير} ألم تسمعو {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله} ألم تسمعوا { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيئ قدير}.
فاتقوا الله عباد الله وحافظا على عقيدتكم فهي أعز ما تدخرون لآخرتكم .
عباد الله إن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام حذرنا من دعوة غير الله , عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله : أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : { أن تدعوا لله ندا وهو خلقك} رواه مسلم. فيا من تستغيثون بالأموات والأولياء وتطلبون منهم المدد والحاجات , ادعوا ربكم ولا تجعلوا له أنداداً وأنتم تعلمون , فهو الذي خلقكم ورزقكم وهو الذي يحييكم ويميتكم {فادعوه مخلصين له الدين ولو كره الكفرون} , عن عبدالله ابن العباس رضي الله عنه قال كنت رديف رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال يا غلام : ألا أعلمك كلمات {إحفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيئ قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيئ لم يضروك بشيئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف} رواه الترمذي.
أخي المسلم إذا حلت بك الحوادث والكروب وأغلقت في وجهك المسالك والدروب فناد ربك العظيم فإنه من سأله أعطاه ومن لاذ به حماه أما الميت فإنه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً والميت يحتاج لمن يدعوا له كما أمرنا نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام إذا زرنا قبور المسلمين يجب أن نترحم عليهم وندعوا لهم لا أن يستغاث بهم فعند الشدائد والأحزان الجأ إلى الواحد الديان , فنعم المجيب هو ومن تعلقت نفسه بالله وأنزل به حوائجه والتجأ إليه وفوض أمره كله إليه كفاه كل سؤال ويسر له كل عسير ومن تعلق بغيره وكله الله إلى ذلك وخذله.

بارك الله فيك.ونسأل الله أن يحيينا على التوحيد الى أن نلقاه ويخلص الأمة من الشرك....آمين

بارك الله فيك أخي